You are currently viewing من افادات الاستاذ العلامة البهبهاني (ره)

من افادات الاستاذ العلامة البهبهاني (ره)

من افادات الاستاذ العلامة البهبهاني (ره)

 آية الله السيد علی الشفيعي

بطلان المسانخة بين العلة و المعلول

بحث علمي موجز من افادات الاستاذ العلامة البهبهاني الرامهرمزي «قدس سره» القاها علی في بعض مجالسه الخاصة بي في حوزة الاهواز العلمية عند مذاکرة بعض المباحث العقلية

تمهيد[1] ان اکثر الحکماء الاشراقين و عموم العرفاء علی ما نسب الی کلا الفريقن قائلون بالاشتراک المعنوي بين مراتب الوجود حتی صار ذلک القول کمقدمة عندهم للشباهة و النسبة بين الواجب الوجود و ممکن الوجود و قد اتسع هذا المبحث بينهم کثيراً في ضمن عبارات متنوعه و قوالب متعدده حتی سري ذلک الی بعض اجلاء الفقهاء و افاضل العلماء حتی تلقوه بالقبول و عظموا شأنه بحيث رأوه من الضروريات و قد صرح به بعضهم بقوله : و حيث ان القول الاول (اي الاشتراک اللفظي للوجود) يستلزم محاذير قطعية الفساد و ما يستلزم الفاسد فاسد قطعاً و من بعض محاذير لزوم العزلة بين الواجب و الممکن و عدم السنخية بين العلة و المعلول المنتهي الی بطلان التوحيد من اصله و اساسه…[2]

مع ان الاعتقاد بالسنخية المذکورة بالخطابة اشبه من الاستدلال و مع ان بعض الاکابر قالوا بالاشتراک اللفظي بين الواجب و الممکن ثم بالاشتراک المعنوي بين الممکنات و لم يلزمهم محذور و لم يعرضهم البطلان في توحيدهم بل ان  المحذور الفاسد  لعله هو السنخية بين الواجب و الممکن علی انه لا يلزم ان يکون متفرعاً علی الاشتراک المعنوي کما يلوح من الکلام المشارالی للعلامة المشارالی و لا تلازم بين القولين.

هذا کله مع ان السنخية الحقيقية بين الواجب الوجود و ممکن الوجود لا توجب اي شرافة و کمال لله سبحانه کما ان الاعتقاد بعدمها (و عدم الاعتقاد لها) لا يسلب اي فضيلة و کمال عنه سبحانه و تعالی و لا تنفي عنه اي صفة من صفاته الجلالية و الجماليهة و لا يوجد نقصاناً فيها.

و قد افاد بعض اساطين الفلسفة في الاعصار الاخيرة بقوله: ما احسن و احلی ان يقال: يا من دلّ علی ذاته بذاته و تنزه عن مجانسة مخلوقاته و مسانخةمعلولاته. و ما اقبح ان يقال: يا من يسانخ وجوده کل شئ فکيف بان يقال في مقام وحدة الموجود: يا من هو عين ما انشائه و اظهره و تطور بعين ما صوّره … نعوذ بالله من هذه التفوهات و امثالها.

و لا يخفی انّ الاعتقاد بان الوجود مفهوم واحد  و انّ مرتبة واجب الوجود هي اتم و اقوی و اشدّ و اکمل و ارفع و اعلی مراتب الوجود و اضعف مراتبه وجود الممکن – لا يدفع محذور السنخية و لا يزيل خطرها کما هو معلوم – هذا مع بطلان اصل السنخية کما سيوافيک عن قريب.

مع ان لازم ما ذکروه امکان قابلية وجود الواجب للتنزل اليه مراتب الامکانية بل اتحاده معها و کذلک بامکان المرتبة الامکانية للصعود و الترقي اليه ان يصل اليه مرتبة الواجب و حلوله فيه او اتحاده معه کما ذهب اليهما بعض الصوفية و قد قال الشيخ الشبستري:

چوممکن گرد امکان برفشاند                بجز واجب دگر چيزي نماند[3]

هذا و قد افاد الامام الرضا× في بعض خطبه التوحيدية(في مجلس المأمون العباسي)حيث قال× خلقة الله حجاب بينه و بينهم- ثم افاد× بعد ذلک بقوله: مباينته اياهم مفارقته انيتهم[4].

و الحاصل: انه ليس (هنالک) اي مناسبة بين الخالق و المخلوق و کل ما نشاهده في عالم الامکان من الوجود وآثاره، کان الواجب الوجود بعيداً منه کل البعد و هو تعالی اجل و ارفع منه. ماللتراب و رب الارباب. و معنی الخلق و الخلقة هو ايجاد ممکن الوجود بمعنی احداث الوجود له ومن الواضح انّ ايجاد الوجود و احداثه مغاير و مباين لاِسراء الوجود. و ادّل دليل علی الفارق بين وجود الواجب و الممکن هو خواص کل منهما و آثاره. فتبصر جيداً.

اذا اتضح ذلک و وقع موقع القبول فلنرجع الی کلمة و جيزة تحقيقية للاستاذ العلامة المحقق البهبهاني «قده» حيث افادني في هذا المضمار بقوله رضوان الله عليه:

العلة قسمان.

1- اضطرارية کالنار بالنسبة الی الحرارة و الاحراق و السنخية بين العلة و معلولها و بين الاثر و المؤثر بهذا المعنی لازم بالضرورة.

2- و اختيارية (بمعنی فاعل الفعل) ففي هذا المقام (بالنسبة الی الباري سبحانه) فمضافاً الی عدم وجود الدليل علی السنخية انّ الدليل قائم علی عدمها و ذلک لعدم معقولية المسانخة بين الواجب و الممکن و لذا نحن ننفي عن الواجب الجوهر و العرض و الترکيب و ساير الخصوصيات الامکانية و مع ذلک نري انّ الممکن حادث من الواجب و انّ جميع الممکنات مخلوقة للخالق تعالی.

و کل من يتوهم السنخية بين الواجب و الممکن يلزمه اِما القول بامکان تبدل الواجب بالممکن او تبدّل الممکن بالواجب و التاليه في المقامين باطل بالضرورة فالمقدم مثله.

 

 

[1] – هذا التمهيد من المقرر لا من الاستاذ المحقق.

۲- الفردوس الاعلی-محمد حسين کاشف الغطاء

[3] – منظومة «گلشن راز» للعارف الشهير الشيخ محمود شبستري

[3] – مقتبس من کتاب«مکتب تصوف و مذهب تشيع» لمؤلف هذا الکتاب«غفر الله له» مخطوط ص 53 اليه 55

[4] – مقتبس من کتاب«مکتب تصوف و مذهب تشيع» لمؤلف هذا الکتاب«غفر الله له» مخطوط ص 53 اليه 55

دیدگاهتان را بنویسید