الافادة الثالثة
تحقيق حول قاعدة بسيط الحقيقة کل الاشياء
من افادات الاستاذ العلامة البهبهاني «قدسّ سره الشريف» افاضها عليﹼ في الاهواز في بعض مجالسه الخاصة بيﹼ عندما سئلته عن هذه القاعدة المعروفة بين الحکماء. فانّ جمعاً منهم و من العرفاء حيث کانوا في مقام تأييد القول بوحدة الوجود و اعطائها صبغة فلسفية تمسکوا بالقاعدة المعروفة بينهم (بسيط الحقيقية کل الاشياء و ليس بشئ من الاشياء) مع عدم تمامية اصل القاعدة فافاد الاستاذ المحقق «قده» بقوله:
اذا کان المراد من قاعدة بسيط الحقيقة کل الاشياء هو ان بسيط الحقيقة سار في جميع الاشياء و متحد مع جميع الاشياء فيرد عليه ان هذا مستلزم لضعف بسيط الحقيقة و عدم وجوده الا بتبع الانواع و الافراد.
بيان ذلک: ان بسيط الحقيقة ان کان متعيناً و متخصصاً و متميزاً لزم من ذلک عدم سريانه في جميع الاشياء لان المتعين و المتخصص لا يقبل السريان و انما يقلبه اذا لم يکن له التعين و التخصص کالجوهر الذي هو الجنس العاليه و له السريان في جميع الاجناس و الانواع و ذلک لا جل ان الجوهر لا يکون متعيناً في فرد او نوع معين و هذا هو وجه ما قلناه من ان السريان في جميع الاشياء کاشف عن الضعف اعني ما دام باقياً علی ابهامه و الفرض ان ابهامه فوق ابهام ساير الاجناس و معذلک يکون سارياً في جميع الاجناس و الانواع فکان لازمه ما ذکرنا و لذا فلو خرج عن مرتبة عن مراتب الابهام اما بقيد التجرد او بقيد المادية کان سريانه بالنسبة الی سريان الجوهر اقل هما قبل ذلک فان الجوهر المجرد سار في العقول و الجوهر المادي سار في الاجسام فاذا اضيف الی الجوهر المادي قيد «النامي» مثلا کان سريانه اقل فاذا اضيف «الحساس» و «المتحرک بالاراده» کذلک فيقل و يضعف الی ان يصل الی مرحلة الفردية – و الحاصل- ان السريان هذا من ضعف الوجود لا من قوته و اشتداده فلو کان بسيط الحقيقة مأخوذا بهذا المعنی کان معناه ان شيئاً لم يلبس بعد کسوة الوجود و ابهامه اشد من ساير الاشياء يکون هدا کل الاشياء.
و هذا الکلام بالنسبة الی الجنس العاليه لا بأس به و اما بالنسبة الی واجب الوجود فغير مناسب له بل محال لا ستلزم ذلک عدم الوجود لانه حينئذٍ محتاج الی الاشياء
أو مفتقر اليها تعالی الواجب عن هذه الصفة علواً کبيراً.
و اما ان کان المراد من بسيط الحقيقة کل الاشياء عدم سريانه فحينئذٍ لا معنی لاتحاده مع کل الاشياء کما هو المفروض في القاعده بل تکون نسبته حينئذٍ الی الاشياء نسبة المباينة بل فوق المباينة اذ انه تعالی منزه عن السنخية مع الاشياء و الاتحاد معها.[1] في جميع الاجناس و الانواع فکان لازمه ما ذکرنا و لذا فلو خرج عن مرتبة من مراتب الابهام اما بقيد التجرد او بقيد المادية
۱-من کتاب افادات الاعلام لاية الله السيد علي الشفيعي ص6 الی ص13