You are currently viewing من ذکريات شهر رجب

من ذکريات شهر رجب

من ذکريات شهر رجب

ميلاد الامام ابي الحسن علی الهادي×  

ولد في المدينة يوم الجمعة ثاني رجب لاثنتي عشرة و مائتين هجرية بناء علی رواية ابن عياش وهي ضعيفة سندا مضافا لارسالها.و قد أقام مع ابيه الامام الجواد × ثماني سنين الا نصف شهر و بعد ابيه ثلاثا و ثلاثين سنة و تسعة اشهر و هي مدة امامته، و المتحکمون ايام امامته المعتصم  و الواثق و المتوکل و المنتصر و المستعين و المعتز و توفي في آخر ملک المعتمد ( و کانت مدة اقامته بسر من رأی عشرين سنة او عشرين و تسعة اشهر)و جاء اختلاف في الروايات و الاقوال في المولد و الوفاة، و عدد اولاده خمسة و هم ابو محمد الحسن العسکري × و ابو جعفر محمد × و الحسين و جعفر و بنت واحدة . و ذکرت له کتب الحديث من الفريقين فضائل و مناقب و مآثر جليلة لا يسع المجال لذکرها و قد قاسی من طواغيت زمانه ما قاسی من اضطهاد و حبس و تضييق و أذی حتی لقي ربه.

 

شهادة الامام ابي الحسن علي الهادي×

توفي شهيدا مسموما في سامراء في اليوم الثالث من شهر رجب سنة اربع و خمسين و مائتين و دفن في داره بسامراء و کان المتوکل العباسي اشخصه اليها من المدينة و کان عمره الشريف يوم وفاته اربعين سنة . علی اختلاف في الروايات .

و قد اعتل الامام علي الهادي × علته  التي توفي فيها بعد ان دس اليه المعتمد العباسي السم و لما قضي نحبه ارتجت سامراء بالبکاء و العويل و خرج خلق کثير من الشيعة لتشييعه و في مقدمتهم بنو هاشم من الطالبيين و العباسيين، و هکذا فارق الحياة مظلوما شهيدا کما فارقها من قبله آباؤه عليهم السلام .

فلهفي عليهم ما قضی حتف انفه مجاهرة   کريم لهم الّا بسمٍ و صارم

و في يوم وفاته من کل عام تزدحم سامراء بالزائرين ومواکب العزاء و يکون ذالک اليوم من الايام المشهودة و ترفع فيها الصوات صارخة الی الله شاکية ظلم الظالمين و جور المتحکمين المعتدين علی اهل البيت النبوي الطاهر . و تمضي المواکب تشق شوارع سامراء الی الصحن الشريف و هي تردد الشعارات و بما اوصی به النبي| من الاعتصام بالکتاب و العترة.

 

 

 

ولادة الامام محمد بن علی الجواد ×

کان يوم ولادته الجمعة عاشر رجب لخمس و تسعين و مائة هجرية و قد قام بالامامة بعد ابيه الامام ابي الحسن علي الرضا × سنة مائتين و ستة هجرية علی اختلاف في الروايات و کان المأمون يحترمه و قد زوجه ابنته ام الفضل و غضب لذالک العباسيون و غلظ عليهم و استکبروه و خافوا ان ينتهي الامرمعه الی ما انتهی اليه مع الرضا × فخاضوا في ذلک و اجتمعوا فقالوا ننشدک الله ياامير المؤمنين ان تقيم علی هذا الامر الذي قد عزمت عليه من تزويج ابن الرضا فانا نخاف ان تخرج به عنا امرا قد ملکناه الله و تنزع منا عزا قد البسناه الله و قد عرفت ما بيننا و بين هؤلاء القوم قديما و حديثا و ما کان عليه الخلفاء الراشدون قبلک من تبعيدهم والتصغير بهم و قد کنافي وهلة (اي خوف) من عملک مع ابيه الرضا ما عملت حتی کفانا الله المهم من ذالک فالله الله ان تردنا اليه غم قد انحسر عنا و اصرف رأيک عن ابن الرضا واعدل الی ما تراه من اهل بيتک يصلح لذلک دون غيرهم (فقال) لهم المأمون: اما ما کان يفعله من قبلي بهم فقد کان به قاطعا للرحم و اعوذ بالله من ذلک ، ووالله ما ندمت علی ما کان يفعله من قبلي بهم فقد کان مني من استخلاف الرضا× و لقد سألته ان يقوم بالامر و انزعه عن نفسي فأبی و کان امر الله قدرا مقدورا. و اما ابوجعفر محمد بن علي فقد اخترته لتبريزه علی اهل الفضل کافة في العلم و الفضل مع صغر سنه و الاعجوبة فيه بذلک وانا ارجو ان يظهر للناس ما قد عرفته منه ان يمتحنوا الامام الجواد × في العلم علی يد اکبر العلماء في عصره و هو قاضي القضاة يحيی بن اکثم فاجابهم المأمون الی ذلک واعد مجلسا فخما عاما للمناظرة و کانت النتيجة اخفاق العباسيين و فشل يحيي بن اکثم اذ ترکه الامام × متحيرا لا يحير جوابا و قد ذکرت ذلک کتب الحديث بصورة مفصلة فمن اراد الاطلاح عليها فليرجع اليها . و قد قال المأمون بعد ذلک : و يحکم ان اهل هذا البيت خصوا من الخلق بما ترون من الفضل و ان صغر السن فيهم لا يمنعهم من الکمال، اما علمتم ان رسول الله| افتتح دعوته بدعاء امير المؤمنين علي× و هو ابن عشر سنين و قبل منه الاسلام و حکم له به ولم يبايع احدا في سنه غيره. و بايع الحسن× و الحسين × و هما ابناه دون ست سنين و لم يبايع صبيا غير هما افلا تعلمون ما اختص الله به هؤلاء القوم وانهم ذرية يجري لآخرهم ما يجري لاولهم قالوا صدقت يا امير المؤمنين. ثم عقد له علی ابنته و زوجه منها و مکث عنده في بغداد مدة ثم قفل راجعا الی المدينة و بقي فيها الی ان مات المأمون وخلفه المعتصم فبعث اليه ضيفاً الامام الجواد يستقدمه الی بغداد مع زوجته و لما قدمها و حل فيها ظيفا عليه انفذ اشناس احد عبيده بالتحف اليه و الی ام الفضل زوجته ثم انفذ اليه شراب حماض الاترج تحت ختمه و کان قد دس فيه سما و قد قضی به علی حياة الامام × و قيل انه أمر أم الفضل بذلک و حملت اليه عنقودا من العنب کان مسموما فتوفي شهيدا مسموما في آخر ذي القعدة سنة 220و عمره خمس و عشرون سنة.

 

 

ميلاد مولانا الامام اميرالمؤمنين علي ×

 

ولد مولانا امير المؤمنين و سيد الوصيين و خليفة سيد المرسلين الامام علی بن ابي طالب صلوات الله و سلامه عليه ،في مکة المکرمة يوم الجمعة الثالث عشر من شهر رجب لثلاثين سنة مضت علی عام الفيل و کان اول هاشمي ولد من هاشميين، و محل ولادته الکعبة المشرفة و لم يولد قبله و لا بعده في البيت الحرام احد سواه و هذه فضيلة اختصه الله بها ذکر ذلک ابن الصباغ الماﻟﻜﻰ في الفصول المهمة ص14 و ابن المغازلي الشافعي و اﻟﺸﺒﻠﻨﺠﻰ ص114 و ابن طلحة الشافعي في مطالب السؤول ص11و ابن البطريق في العمدة ص14 و ابن الجوزي في تذکرة الخواص ص7 و المسعودي ﻓﻰ مروج الذهب ج2ص2 و غيرهم و قد جاء في کتاب (الغدير) ج6ص20 في شرح العلامة السيد محمود الالوسي لقصيدة عبدالباقي العمري العينية التي يمدح بها امير المؤمنين × و منها هذان البيتان:

انت العلي الذي فوق العلی رفعا مجاهرة   ببطن مکة وسط البيت اذا وضعا
و انت انت الذي حطت له قدم مجاهرة   في موضع يده الرحمن قد وضعا

حيث يقول ما نصه : و کون الامير کرم الله وجه ولد في البيت امر مشهور في الدنيا، و ذکر في کتب الفريقين السنة و الشيعة، و ما احری بامام الائمة ان يکون وضعه في ما هو قبلة للمؤمنين. و سبحان من يضع الاشيآء في مواضعها و هو احکم الحاکمين.

و قد تغنی شعراء الاسلام منذ ذلک العهد حتی اليوم بهذا المولد الکريم فمنهم السيد اسماعيل الحميري (ره) اذا يقول قصيدة له:

ولدته في حرم الاله و أمنه   و البيت حيث فناؤه و المسجد
بيضاء طاهرة الثياب کريمة   طابت و طاب وليدها و المولد

و قال شاعر لبنان الاستاذ (بولس سلامة) في ملحمته الکبری المسماة (الغدير )

حرة لزها المخاض فلاذت   بتار البيت العتيق الوطيد
لا نساء و لا قوابل حفت

حرة لزها المخاض فلاذت   بتار البيت العتيق الوطيد
لا نساء و لا قوابل حفت   بابنة المجد و العلی ولاجود
  بابنة المجد و العلی ولاجود
و اذا نجمة من الافق لاحت   تطعن الليل بالشعاع الجديد
بسم المسجد الحرام حبوراً   و تنادت احجاره للنشيد
هالت الام صرخة جال فيها

حرة لزها المخاض فلاذت   بتار البيت العتيق الوطيد
لا نساء و لا قوابل حفت   بابنة المجد و العلی ولاجود
  بعض شئ من همهمات الاسود
(اسد) سمت اينها کأبيها   لبدة الجد اهديت للحفيد
بل (علياً)تدعوه قال ابوه   فاستفز السماء للتأکيد

و في کفاية الطالب ص 26 للحافظ الکنجي الشافعي في رواية مسلم بن خالد رفعه الی جابر بن عبدالله قال سألت رسول الله | عن ميلاد علي بن ابي طالب × فقال| لقد سألتني عن خير مولود …ثم قال ان الله تبارک و تعالی خلق علياً من نوري و خلقني من نوره و کلا نا من نور واحد و ساق الحديث الی آخره في تفضيل کيفية ولادته في البيت الحرام.

 

وفاة الحوراء زينب الکبری بنت أمير المؤمنين علي×

ما ان عادت الی مدينة جدها رسول الله | وسلم بعد تلک الحادثة الکبري المؤلمة التي اهتز لهولها العالم الاسلامي و هي واقعة الطف التي ذهب فيها ضحية الطغيان الاموي سيد شباب اهل الجنة الحسين بن علي × و معه اهل بيته و اصحابه الابرار حتی رأی الامويون ان وجود زينب بنت علي× في المدينة يقتض مضاجعهم و يثير الشعور الاسلامي ضدهم فابعدوها الی مصر وبقيت هناک حتی مرضت و توفيت في اليوم الرابع عشر من شهر رجب سنة اثنين و ستين هجرية علی ارجح الاقوال فراجع کتاب اخبار الزينبيات ص8و19و59 و ما استدرک علی (السخاوي) في تحفة الاخبار هامش ص111و لينظر ايضا طبقات الشعراني ص29و الخطط لعلي مبارک باشا.

 

خروج النبي | من حصار شعب ابي طالب ×

في الخامس عشر من شهر رجب من السنة التاسعة او العاشرة من النبوة خرج النبي | مع بني هاشم من شعب ابي طالب × بعد ان مکثوا فيه سنتين او ثلاثا و ذلک لما رأت قريش عز النبي| بمن معه و عز اصحابه بالحبشة الذين هاجروا اليها تخلصا من أذي قريش و تعذيبهم و قد أمرّ النبي | عليهم جعفر ابن ابي طالب × هذا و قد فشا الاسلام في القبائل فأجمعت قريش علی قتل النبي| فبلغ ذلک عمه و ناصره ابا طالب فجمع بني هاشم و بني المطلب و ادخلوا رسول الله| شعبهم و منعوه ممن اراد قتله و کان ابو طالب في کل ليلة بأمر  ولده علياً × ان يضطجع بفراش رسول الله| و يتنقل بالنبي| من مکان الی مکان لئلا تهتدي قريش اليه فيعرض ولده للقتل فداءاً لابن عمه و يقوم هو بحراسته ليلا و نهارا فلما رأت قريش ذلک اجتمعوا و تشاوروا ان يکتبوا کتابا يتعاقدون فيه علی بني هاشم و بني المطلب ان لا يناکحوهم و لا يبايعوهم و لا يخالطوهم و لا يقبلوا منهم صلحا ابدا حتی يسلموا رسول الله | للقتل و کتبوا ذلک في صحيفة بخط منصور بن عکرمة بن هشام فشلت يده و علقوا الصحيفة في جوف الکعبة هلال المحرم سنة سبع من النبوة و انحاز بنو هاشم و بنو المطلب الی ابي طالب و دخلوا معه شعبه الا ابا لهب فکان مع قريش و اقاموا علی ذلک سنتين او ثلاثا حتی جهدوا و کانت قريش قد قطعت عنهم الميرة و کان لا يصل اليهم شئ الا سرا کما کانوا لا يخرجون الا من موسم الی موسم ثم قام رجال في نقض الصحيفة و کان قد اطلع الله نبيه ان الارضة قد اکلت جميع ما فيها من القطيعة و الظلم فلم تدع الا اسم الله فقط فأخبر عمه بذلک فأخبرهم ابو طالب. و قصة قطيعة قريش و صحيفتهم تطرقت الی ذکرها کتب السير و التاريخ بصورة مفصلة فمن اراد ان يطلع  عليها مفصلا فليراجع تلک الکتب . وهنا لا بد لنا من ان نشير الی جهاد ابي طالب و نصرته للنبي| و عمله علی نشر الدعوة الاسلامية و ان تکلم فيه المغرضون و قالو بکفره او انه لم يسلم و ما کان ذلک منهم الا عداءا لابنه امير المؤمين علي × طلبا للنکاية به في الطعن بأبيه و الا لم يک عم المصطفی و کفيله و رئيس قريش و حکيمها بالذي يشذ عن تلک الدعوة الحقة او يجئ غير مستسلم لشئ من مبادئها و تعالیمها و انما کان يبطن بخوعه للدين الاسلامي کلاءة لزعامته و لقومه عن الانثيال عنه ، الامر الذي به کان يتسنی له الحصول علی غايته المتوخاة من الذب عن رسول الله| و الدفاع عما جاء به، و قد تضافرت بذلک الاحاديث عن أئمة اهل البيت عليهم السلام و انه (اوتي اجره مرتين کاصحاب الکهف يوم اخفوا الايمان و اظهروا الکفر).

کان ابو طالب هو العامل الوحيد لنشر کلمة الحق وبث دعوتها و ثبات روحها ، وبسوق اغصاتها ، و ينع ثمارها، کما ان شبله امير المؤمنين × خلفه علی مؤازرة تلک الدعوة و التفاني في سبيلها ، کما قال ابن ابي الحديد المعتزلي من ابيات:

و لولا ابو طالب و ابنه   لما مثل الدين شخصا فقاما
فذاک بمکة آوي وحامي

حرة لزها المخاض فلاذت   بتار البيت العتيق الوطيد
لا نساء و لا قوابل حفت   بابنة المجد و العلی ولاجود
  و هذا بيثرب جس الحماما

و ابو طالب هو الذي يقول في حق النبي| و الاسلام:

 

والله لن يصلوا اليک بزعمهم   حتی اوسد في التراب دفينا
فانفذلا مرک ما عليک غضاضة   فکفي بنا دينا لدينک دينا.
فدعوتني و زعم انک ناصح

حرة لزها المخاض فلاذت   بتار البيت العتيق الوطيد
لا نساء و لا قوابل حفت   بابنة المجد و العلی ولاجود
  فلقد صدقت و کنت قبل امينا
و عرضت دينا قد علمت بانه   من خير اديان البرية دينا.

و من قصيدة له يقول فيها:

و ما ذنب من يدعو الی الله وحده   و دين قويم اهله غير خيب
و ما ظلم من يدعو الی البر والتقی   و رأب الثأي بالرأي لا حين مشعب
وقدکان في امر الصحيفة عبر

حرة لزها المخاض فلاذت   بتار البيت العتيق الوطيد
لا نساء و لا قوابل حفت   بابنة المجد و العلی ولاجود
  اتاک بها من غائب متعصب
محا الله منها کفرهم و عقوقهم   و ما نقموا من صادق القول منجب
فامسي ابن عبدالله فينا مصدقا

حرة لزها المخاض فلاذت   بتار البيت العتيق الوطيد
لا نساء و لا قوابل حفت   بابنة المجد و العلی ولاجود
  علی ساخط من قومنا غطر معتب

 

فتح خيبر علی يد مولانا أمير المؤمنين علي ×

في الرابع و العشرين من شهر رجب من العام السادس الهجري احرز المسلمون انتصارا کبيرا رائعا و خذلت اليود فيه و ضربت عليهم الذلة و المسکنة و ذلک عندما غزا الجيش الاسلامي حصون خيبر و ضرب عليها الحصار و ضيق عليها غاية التضييق.

ذکر سبط بن الجوزي المتوفی سنة 654 في تذکرة الخواص عن ابن بريدة قال حاصرنا خيبر فأخذ اللواء ابو بکر فلم يفتح له ثم اخذه عمر من الغد فرج و لم يفتح له و اصاب الناس شدة وجهد فقال رسول الله(|) اني ادفع اللواء غدا الی رجل يحبه الله و رسوله لا يرجع حتی يفتح او يفتح الله علی يديه قال فبتنا طيبة انفسنا ان الفتح غدا فلما صلی رسول الله | الفجر قام فدعا باللواء و الناس علی مصافهم ثم دعا علياً × . ثم ساق الحديث الی آخره و ذکر عن مسند احمد بن حنبل بسنده المرفوع الی مصعب بن سعد و اخرجه البخاري و مسلم في الصحيحين و اتفقا عليه من حديث سهل بن سعد قال قال رسول الله | يوم خيبر (لاعطين الراية- أو هذه الراية – غدا رجلا يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله يفتح الله علی يديه ) فبات الناس يدوکون ايهم يعطاها: فقال: اين علي اين علي بن ابي طالب؟ فقيل يا رسول الله هو ارمد يشتکي عينيه قال فارسلوا اليه فجاء فدعا له فبرأ کأن لم يکن به وجع فاعطاه الراية فقال يا رسول الله علی م اقاتلهم؟ فقال انفذ علی رسلک حتی تنزل بساحتهم ثم ادعهم الی الاسلام و اخبر هم بما يجب عليهم من حق الله تعالی فيه فو الذي نفسي بيده لان يهتدي بهداک  او لان يهدي الله بهداک رجلاً واحداً خير من ان يکون لک حمر النعم ثم ذکر ان عمر قال في ذلک اليوم ما احببت الامارة الّا يومئذٍ فتساورت لها رجاء ان ادعی لها فدعا رسول الله | علياً فذفعها اليه. وقد اخرج احمد بن حنبل هذا الحديث في الفضائل وزد فيه فأخذ رسول الله | الراية فهزها ثم قال من يأخذ ها بحقها فقال فلان انا فقال امط فعل ذلک مرارا بجماعة ثم قال | و الذي کرم وجه محمد لاعطينها رجلا لا يفر هاک يا علي فانطلق بطل الاسلام لمرحب بطل اليهود و قد ارتجز کل منهما بارجوزته المشهورة ثم ضرب رأس مرحب بالسيف فقتله.قال علي× وجئت برأس مرحب ووضعته بين  يدي رسول الله | فسر بذلک ودعا لي. وهکذا کان النصر المبين علی يد مولانا اميرالمؤمنين و الحمد لله رب العالمين و صلی الله علی محمد و اهل بيته الطيبين الطاهرين.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شهادة الامام موسی بن جعفر ×

في اليوم الخامس و العشرين من سنة ثلاث و ثلاثين و مائة هجرية استشهد ببغداد الامام موسی الکاظم بن الامام جعفر الصادق عليهما السلام. و کان له من العمر خمس و خمسون سنة ثمان و عشرون و مأة هجرية و قد لقي من فرعون زمانه الطاغية المتحکم العباسي هارون اشد ما يکون من الاذی و الاضطهاد فنقله من حبس الی حبس، فمن حبس عيسی بن جعفر في البصرة الی حبس الفضل بن الربيع و منه الی حبس الفضل بن يحيی البرمکي، ثم الی حبس السندي بن شاهک الذي کان اشد الحبوس عليه و فيه قضی نحبه مسموما شهيدا بعد ان دس هارون اليه السم علی يد السندي هذا. فارتجت لوفاته ارجاء العالم الاسلامي اذ فقد المسلمون به اماما من الائمة المعصومين الذين فرض الله مودتهم و طاعتهم علی الخلق من بعد النبي |. و ماجت بغداد بمن فيها عند ما اخرجت جنازته من السجن في تلک الحالة التي تقشعر لها الابدان. و نقل جثمانه الطاهر الی مقابر قريش ، و اصبح قبره علما للمسلمين يقصدون زيارته من کل حدب وصوب. اما قبور بني امية و بني العباس فلا اثر لها بين المسلمين. فويل لمن سيکون رسول الله | خصمه يوم القيامة اذ آذوه في اهل بيته و عترته فقضوا عليهم سما و قتلا و صلبا ، و نفوهم عن مراتبهم التي رتبهم الله فيها و ظلموهم و غصبوا حقوقهم ، يريدون بذلک ان يطفئوا نور الله و يأبی الله الا ان يتم نوره و لو کره المشرکون.

 

المبعث النبوي وولاية أمير المؤمنين علي ×

 

في اليوم السابع و العشرين من شهر رجب بعث رسول الله | الی الناس کافة ان قولوا: لا اله الا الله تفلحوا و دعا قومه الی نبذ عبادة الاصنام و الاوثان ليتوجهوا الی الله الواحد الاحد فيعبدوه وحده لا شريک له. و انذرهم و بشرهم و نشر تعاليمه السامية التي تخرجهم من الظلمات الی النور و تنقذهم من الحيرة و الضلالة الی الرشد و الهداية، ثم انزل الله علی رسوله (انذر عشيرتک الاقربين). و قد وردت الاحاديث المختلفة في ذلک. فمما رواه الامام احمد بن حنبل في مسنده انه لما نزلت (و انذر عشير تک الاقربين) جمع النبي| اهل بيته فاجتمع منهم ثلاثون فأکلوا و شربوا ثلاثا ثم قال لهم: من يضمن عني ديني و مواعيدي و يکون معي في الجنة و يکون خليفتي. فقال رجل يا رسول الله انت کنت تجد من يقوم بهذا . قال : ثم قال الاخر يعرض ذلک علی اهل بيته ، فقال علي بن ابي طالب انا. و في رواية الثعالبي في تفسيره سورة الشعراء في تفسير هذه الآية: ان النبي|دعا قومه ثلاث مرات – الی ان يقول ثم انذرهم فقال يا بني عبد المطلب اني انا النذير اليکم من الله، البشير لما يجئ به احد – جئتکم بالدنيا و الاخرة، فاسلموا و اطيعوني تهتدوا، و من يواخيني، و يوازرني و يکون وليي، ووصيي، و خليفتي، و يقتي ديني. فسک القوم، و اعاد ذلک ثلاثا، کل ذلک يسکت القوم و يقول علي ×: انا فقام القوم و هم يقولون لابي طالب: اطع ابنک فقد امّر عليک. هذا الی غير ذلک مما اورده المفسرون ، و المحدثون، و من هنا يتجلی لنا ان مبعث النبوة ، و الامامة کانا في يوم واحد حيث امر النبي| اخاه علياً × و عهد اليه بالوصاية، و الخلافة من بعده کما اشار الی ذلک ابن ابي الحديد في آخر حديثه عند نزول هذه الآية – قال: ثم قال | و سلم لهم: هذا اخي و وصيي خليفتي فيکم فاسمعوا له، و اطيعوا..الخ..

[1] – مستل من مجلة مدينة العلم

دیدگاهتان را بنویسید